لماذا ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً البعوضة في القرآن الكريم؟

محمد الشمري كتب:

الســـــــــلام عليكم ورحمـــــــــــ الله ـــــــــة وبركاته



من آيات الله الدالة على عظمته قوله سبحانه وتعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ﴿ سورة البقرة. آية 26 .
‏إذا وقفت بعوضة على يدك قتلتها، ولم تشعر بشيء، وكأن شيئاً لم يحدث، لهوانها عليك، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء﴾.
هل تصدق أن لها ‏مائة ‏عين ‏في ‏رأسها. ومزودة بجهاز رادار، فهي في ظلمة الليل تتجه إلى الإنسان النائم على فرشه من دون أن تخطئ الهدف. أما فم البعوضة فهي مزودة ‏بجهاز ‏للشم ‏تستطيع ‏من ‏خلاله ‏شم ‏رائحة عرق الإنسان من ‏مسافة ‏تصل إلى (60 كم). وهناك زيادة على ذلك شعيرات خاصة بحاسة السمع ويكون لها القدرة على التقاط الاهتزازات الصوتية المنتشرة عبر الجو. وأشعار خاصة كمستقبلة لتغيرات الحرارة والرطوبة . و‏مزودة ‏بجهاز ‏حراري ‏يعمل ‏مثل ‏نظام ‏الأشعة ‏تحت ‏الحمراء وظيفته : ‏يعكس ‏لها ‏لون ‏الجلد ‏البشري ‏في ‏الظلمة ‏إلى ‏لون ‏بنفسجي حتى ‏تراه.
وهل تصدق أن في هذه البعوضة جهازاً لتحليل الدم فهي لا تستسيغ كل الدماء، فقد يعجبها دم هذا النائم ، ولا يعجبها دم أخيه، فتعكف على الأول، وتترك الثاني.
وهل تصدق أن هذه البعوضة مزودة ‏بجهاز ‏تخدير ‏موضعي ‏يساعدها ‏على ‏غرز ‏إبرتها ‏دون أن ‏يحس ‏الإنسان. ‏وما ‏يحس ‏به ‏كالقرصة ‏هو ‏نتيجة ‏مص ‏الدم ، ولولا هذا الجهاز لشعرت بها تقف على جلدك وتغمس خرطومها فيه، فتقتلها قبل أن تأخذ من دمك شيئاً، ولكنها تخدر أولاً ثم تثقب ثم تمتص الدم.
تفرز البعوضة اللعاب الذي يعمل على تهيج الأنسجة حول الجرح مما يعمل على توارد الدم إلى المنطقة المصابة، كذلك فهو يحتوي على مادة تمنع تخثر الدم، وبهذا تحتفظ بالدم الذي تمتصه بحالة سائلة.
وللبعوضة في أرجلها محاجن ومخالب، فإذا وقفت على سطح خشن تستعمل المخالب، وإذا وقفت على سطح أملس تستخدم المحاجن .
وقال تعالى في سورة الأحزاب﴿ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه﴾ الآية4 . وأن للبعوضة ثلاثة قلوب؛ قلباً مركزياً، وقلباً لكل جناح ،فإذا طارت سمع لها طنين، و الطنين ناتج عن عدد خفقان أجنحتها البالغ 4000 خفقة في الثانية الواحدة.
وفي سورة التوبة أشار الله سبحانه وتعالى، أنه أهلك قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام ومليكهم النمرود بأيسر مخلوقاته؛ إذ أرسل عليهم البعوض ، فامتص دمائهم، وافسد أبدانهم، ونشر فيهم الحمم حتى ماتوا.

تشير نتائج الدراسة العلمية العملية باستخدام العين المجهرية أن للبعوضة ثلاثة أجنحة في كل طرف. والأغرب ما في هذا كله وجد فوق ظهر البعوضة تعيش حشرة صغيرة جداً. وهذا مصداق لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.. )
وأخيرا نقول
البعوضة هذا ‏المخلوق ‏الضعيف ‏العجيب.. ‏الله ‏سبحانه ‏وتعالى ‏عندما ‏ضرب ‏مثلا ‏بعوضة ، ‏فهو ‏ليبين ‏للناس ‏أن ‏هذا ‏المخلوق ‏الصغير ‏في ‏حجمه، ‏عظيم ‏في ‏خلقه.
﴿هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه﴾ سورة لقمان. الآية 11.